طرق التدريس
التدريس
يمكن تعريف التدريس على أنّه: مجموعة من الإجراءات، والإمكانات التي يُوفِّرها المُدرِّس؛ لتحقيق أهداف تربويّة مُحدَّدة، وفي العادة يكون التدريس مُمنهَجاً، ومُخطَّطاً له؛ لمعرفة إمكانات الفرد، واكتشافها. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك فرقاً بين التعليم، والتدريس؛ فالتعليم في العادة يتمُّ بطريقة مقصودة، أو غير مقصودة، أمّا التدريس فكما ذكرنا سابقاً، لا بُدَّ أن يكون مقصوداً، ومُخطَّطاً له، كما أنّ هناك فرقاً آخر، وهو أنّ التعليم يمكن أن يحدث داخل المُؤسَّسة التعليميّة، أو خارجها؛ فالفرد يمكن أن يتعلَّم من المُجتمع الخارجيّ، وليس فقط داخل المدرسة، في حين أنّ التدريس يحدث داخل المُؤسَّسة التعليميّة فقط.[١]
طرق التدريس
بسبب وجود الفروق الفرديّة بين الطلّاب، يَصعبُ على المُعلِّم تدريس التلاميذ -مع حرصه على مراعاة ذلك-، والمُعلِّم الجيِّد عليه أن يُنوِّع في الأساليب المُستخدَمة في عمليّة التدريس، ومن هذه الأساليب ما يأتي:[٢]
- طريقة المحاضرة: وهي طريقة إعطاء المعلومة كما يحدث في المحاضرات، وتُعَدُّ هذه الطريقة من أبسط طرق التدريس، وأسهلها؛ لأنّها تَهدفُ إلى إعطاء أكبر قَدر من المعلومات خلال فترة زمنيّة قصيرة، إلّا أنّ بعض الأطفال لا تستهويهم هذه الطريقة؛ حيث إنّها تناسب الكبار أكثر، ممّا يجعلهم يبحثون عن طُرقٍ أكثر جاذبيّة؛ للتعلُّم.
- طريقة حلّ المشكلات: وهي عكس الطريقة السابقة؛ حيث يكون التركيز هنا على الطالب بدلاً من المُعلِّم، ويكون المُعلِّم هنا مراقباً، ومُوجِّهاً فقط، فهو لا يُعطي في هذه الطريقة أيّة معلومات، أو حلول للطلبة، بل إنّ على الطلبة أنفسهم استخدام تفكيرهم؛ لاكتشاف المعلومات التي تساعدهم على حلّ المشكلة، ومن خلال قراءة بعض الكُتُب، والمراجع، فإنّ الطالب يستطيع الاطّلاع على المعلومات التي تُفيده.
- طريقة المُناقَشة: تعتمدُ هذه الطريقة على الحِوار؛ لعرض الأفكار التي لدى المُتعلِّمين، وتحتاج هذه الطريقة إلى توفُّر الجرأة في التحدُّث، والمقدرة على إيصال الفكرة التي يتبنّاها الفرد، وعَرْضها، أمّا عن دور المُعلِّم هنا فإنّه يكون لتيسير، وتنظيم، وتحفيز عمليّة النقاش فقط.
- طريقة الاستكشاف: وهنا يكون الطالب مُعتمِداً على نفسه في إيجاد المعلومة، ويكون دور المُعلِّم قائماً على التشجيع، والإرشاد، وتُعتبَر هذه الطريقة من الطرق التي تُولِّد لدى الطالب الرضا، وتزيد من ثقته بنفسه؛ بسبب مقدرته على اكتشاف، وتعلُّم الأفكار الجديدة بنفسه، ونَقْدها غذا دَعَت الحاجة إلى ذلك، علماً بأنّ هذه الطريقة تساهمُ في تعلُّم الطالب لكيفيّة مُعالجة المشكلات الحياتيّة التي يتعرَّض لها.
تعريف مهارة التدريس
تُعرَّف مهارة التدريس على أنّها: مجموعة من السلوكيّات التي يمارسها المُعلِّم في العمليّة التعليميّة، والتي تهدف إلى الوصول إلى أهداف مُحدَّدة، وغالباً ما تكون على هيئة استجابات حركيّة، أو لفظيّة، أو انفعاليّة تتّصف بسرعة الأداء، ودقّته، وتكيُّفه مع الموقف التعليميّ.[٣]
عمليات مهارة التدريس
تتكوَّن مهارة التدريس من مجموعة من العمليّات التي تُساهم إلى حَدٍّ كبير في إيصال أكبر قَدر من المعلومات إلى الطلّاب، وتتلخَّص هذه العمليّات بالآتي:[٤]
- التخطيط: وهي مقدرة المُعلِّم على معرفة كيفيّة تدريس المادّة المطلوبة، وذلك من خلال معرفة قدرات، وخصائص الطلّاب المُراد تدريسهم، بالإضافة إلى مقدرته على صياغة أهداف تعليميّة، ومعرفته بمُحتوى المادّة، وتحديد أفضل الطرق اللازمة لإيصال المعلومة للطلّاب، ممّا يُؤدّي إلى خروج المُعلِّم بخُطّة للدرس يَستخدمُها أثناء عمليّة شَرح المادّة.
- التنفيذ: وهنا يُنفِّذ المُعلِّم ما تمّ التخطيط له خلال العمليّة الأولى، وذلك من خلال تحقيق التفاعُل مع التلاميذ، حيث لا بُدَّ من أن يتمتَّع بالعديد من المهارات، مثل: مهارة عَرض الدرس، وطَرح الأسئلة، ومهارة إثارة الدافعيّة لدى التلاميذ، ومقدرته على تعزيز استجاباتهم، كما أنّ المُعلِّم في هذه العمليّة لا بُدَّ أن يكون ذا علاقة حَسَنة، وجيّدة بطُلّابه، إضافة إلى مقدرته على إدارة الغرفة الصفيّة.
- التقويم: تُعتبَر عمليّة التقويم عمليّة مُستمِرّة تبدأ قَبل أن يبدأ التدريس، وتستمرُّ حتى تصل إلى نهايتها، وهي تتكوَّن من عدّة مستويات: أُولى هذه المُستويات هو التقويم التشخيصيّ، والذي يتمّ استخدامه قَبل البَدء بعمليّة التدريس، أمّا المُستوى الثاني فيُسمَّى بالتقويم الشامل، حيث يتمّ استخدامه بعد حدوث عمليّة التعلُّم للطالب، ويهدف هذا التقويم إلى معرفة مدى تحقيق المُعلِّم لأهدافه الخاص ّة بالعمليّة التعليميّة.
مهارات التدريس
من الأهمّية بمكان أن يكون المُعلِّم على دراية بمهارات التدريس؛ لأنّها تساعد على تسهيل العمليّة التعليميّة، وفيما يلي بعض هذه المهارات:
- مهارة عَرض الدرس: يتطلَّب عَرض الدرس استخدام العديد من المهارات من قِبل المُعلِّم؛ لايصال الحقائق، والمفاهيم، والمبادئ الجديدة، والتي يَصعبُ على التلاميذ فَهمها، كما أنّ على المُعلِّم تقديم تهيئة للدرس المُراد شَرْحه خلال عمليّة التدريس، ومن المُهمّ أن يُنوِّع في المُثيرات؛ للحصول على أكبر قَدر من انتباه التلاميذ، والتقليل من المَلَل لديهم، إضافة إلى تلخيصِ المعلومات المُهمّة، والتي اكتسبَها الطلّاب خلال عمليّة الشَّرْح، وهذا يساهم إلى حَدٍّ كبيرٍ في اكتساب التلميذ لأكبر قَدر من المعلومات بشكل مُرتَّبٍ، وسليم.[٤]
- مهارة طَرح الأسئلة: إنّ مهارة طَرح السؤال تُساهم في معرفة مدى فَهم التلاميذ للمادّة التي شرحها المُعلِّم، وعلى المُعلِّم الجيّد توجيه أسئلة للتلاميذ، بحيث تساعد على استثارة التفكير الإبداعيّ، والناقد لديهم، والابتعاد عن طرح الأسئلة البسيطة، والتي لا تتطلَّب من التلاميذ استثارة، أو استخدام أيّ مهارة لديهم، أمّا الاستخدام الجيّد لهذه المهارة، فإنّه يساعد على معرفة ميول، واتّجاهات الطلّاب.[٤]
- مهارة استثارة الدافعيّة: إنّ كثيراً من المشكلات التي يتعرَّض لها المُعلِّم خلال العمليّة التعليميّة تكون ناتجةً عن عدم مقدرته على إثارة الدافعيّة لدى التلاميذ، وليستطيعَ المُعلِّم التعامُل مع هذه المشكلة، عليه أن يَعرفَ أنماط التلاميذ داخل الغرفة الصفّية، بالإضافة إلى معرفة الأنشطة التي تساعد على جَذْبهم، وتهيئة الظروف المناسبة لمُمارسة هذه الانشطة.[٤]
المراجع
- ↑ “مفهوم التدريس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2018. بتصرّف.
- ↑ حاتم عزيز،مريم مهدي، طرائق التدريس الشائعة لدى اعضاء هيئة التدريس في جامعة ديالى ، صفحة 199-205. بتصرّف.
- ↑ م.د رشاد طارق يوسف، مهارات التدريس والتدريس الفعال، صفحة 2.
- ^ أ ب ت ث د.سليمان الشيخ، د.جابر جابر،د.فوزي زاهر، مهارات التدريس، صفحة 231-228، 158-156، 127-125، 13-12. بتصرّف.