ذكرى معركة الكرامة
معركة الكرامة
يُصادف يوم الحادي والعشرين من شهر آذار ذكرى معركة الكرامة، حيث يحتفل الشعبان الأردنيّ والفلسطينيّ كلّ عام في هذه الذكرى، حيث حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض سيطرتها على الضفة الشرقية من نهر الأردن، ولكن الجيش الأردني والمقاومين الفلسطينيين وأهالي قرية الكرامة تصدوا لهم، وأجبروهم على الانسحاب النهائي من المعركة.[١]
سطر نشامى الجيش العربي واحدة من أكثر الملحمات البطولية بدمائهم وأرواحهم النقية، فسجلوا أول انتصار تاريخي على الجيش الإسرائيلي، وبقي الجيش العربي عبر تاريخه العريق والمشرف المثل في التضحية والبطولة والبسالة.[١]
أحداث المعركة
بدأ القتال في معركة الكرامة عند الساعة (5:30) من صباح يوم 21 آذار من عام 1968م، واستمر مدة تجاوزت 16 ساعة، مهدّت القوات الإسرائيليّة للحرب من خلال شن عدد من الهجمات، واعتمدت القوات الإسرائيلية على 3 مقتربات للقتال ومقترب رابع تضليلي، وهي مقترب العارضة ومقترب وادي شعيب ومقترب سويمة ومحور الغور الصافي، وكان على مقترب يوجد مجموعة قتالية مكونة من المشاة المنقولة بالدبابات والآليات نصف المجنزرة، وسلاح مدفعية وأسلحة مساندة مقاومة للدروع وإسناد جوي كثيف.[٢]
وكان الهدف من الهجوم الإسرائيلي على أكثر من مقترب هو إضعاف وتشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي وتضليلها عن الهجوم الرئيسي، ما يؤكد أن القوات المنتشرة في المواقع الدفاعية كانت منظمة وصلبية أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية، الأمر الذي جعل اختراقها صعب جدًا أمام المهاجم.[٢]
كان لسلاح المدفعية والدروع الملكي وقناصو الدروع دورًا كبيرًا في المعركة، والذي كان يتمثل خصوصًا في السيطرة على جسور العبور، الأمر الذي ساعد في منع القوات الإسرائيلية من الدفع بأي قوات جديدة مساندة، فأدي ذلك إلى خسارتهم عنصر المفاجأة وخفف بشكل كبير الهجوم والزخم شرقي النهر.[٢]
واستمر دور سلاح المدفعية الملكي والدروع والمشاة بشكل حاسم طيلة المعركة من خلال من القوات الإسرائيلية من بناء الجسور القديمة، ما يؤكد أن الجهد الذي بُذل خلال المعركة لم يكن ارتجاليًا بل كان جهدًا دفاعيًا مخططًا له بالتركيز على نقاط قوة القوات المهاجمة.[٢]
لجأت إسرائيل إلى وقت إطلاق النار في تمام الساعة (11:30) أي بعد ست ساعات من بدء المعركة، وهذا دليل واضح أن القوات الدفاعية للجيش العربي كانت بحجم التحدي وكانت لهم معركة حياة أو موت، وعندما رفض الأردن وقف إطلاق النار، كان يعلمون تمام العلم كيف تسير المعركة لحظة بلحظة، وأن الثيادة العليا كانت ترى النصر قريب ويحتاج إلى صبر ساعة فقط، خاص ة عندما قامت هذه القيادة بإجهاض وتفويت الفرصة على إسرائيل بوقف إطلاق النار.[٢]
عملية الإنزال الإسرائيلي
قامت إسرائيل بعملية الإنزال شرقي بلدية الكرامة بهدف تخفيف الضغط على قواتها التي عبرت شرقي النهر، وكانت عملية الإنزال هذه محدودة بحيث كان يعمل بها قسم من الفدائيين كقاعدة انطلاق للعمل الفدائي بناءً على رغبة القيادة الأردنية، وبالفعل قامت القوات الإسرائيلية بتدمير بلدة الكرامة واشتبكوا مع الفدائيين والقوات الأردنية هناك، وتطور الأمر لاستخدام السلاح الأبيض في القتال وجهًا لوجه.[٢]
نتائج المعركة
تمثّلت نتائج معركة الكرامة بما يلي: [٣]
- نجاح المقاومين الفلسطينيين في هزيمة الجيش الإسرائيلي؛ حيث حققوا نصراً كبيراً عليهم.
- تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، والتحاق آلاف الشبان الفلسطينيين إلى المنظمة، وبداية التدريب شبه العسكري لهم.
- استطاع العرب استرداد جزء من الكرامة التي فقدوها في شهر حزيران عام 1967م؛ حيث أعادت معركة الكرامة الخوف والذعر في نفوس المحتلين.
- زيادة التأييد الدولي للمقاومة، وتجلّى ذلك في خروج المظاهرات الداعمة للعرب في النرويج والسويد.
المراجع
- ^ أ ب “معركة الكرامة نصر مؤزر ومستقبل واعد”، وكالة الأنباء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح “الأردنيّون يحيون الذكرى 53 لمعركة الكرامة”، المملكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022. بتصرّف.
- ↑ “KARAMA, BATTLE OF (1968)”, encyclopedia, Retrieved 26/4/2022. Edited.