حق الوالدين في أموال الأبناء
حق الوالدين في أموال الأبناء
ما حكم النفقة على الوالدين؟
النفقة على الوالدين المحتاجين واجبة شرعًا إذا كان الولد قادرًا على النفقة عليهما،[١] وللوالد أن يأخذ من مال ولده ما لم يكن في ذلك ضرر على الولد، والسنة ثابتة في ذلك؛ فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّه مِن أطيَبِ ما أكَلَ الرَّجُلُ مِن كَسْبِه، وولَدُه مِن كَسْبِه)،[٢]ولا بأس بأخذ الوالد ما يزيد عن حاجة ولده بشروط.[٣]
ما شروط تملك الوالد مال ولده وحيازته؟
هناك عدد من الشروط التي يجب توفرها كي يستطيع الوالد أن يتملك مال ولده وهي:[١]
- ألا تكون حاجة الولد أو من هو مسؤول عنهم متعلقة بذلك المال.
- ألا يأخذ المال من ولد ليعطيه لولد آخر من غير حاجة وضرورة لذلك.
- ألا يأخذ الوالد مال ولده وأحدهما على فراش الموت، سواء الوالد أو الولد.
وقد ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى أنه ليس للأب أن يأخذ من مال ولده إلا بقدر حاجته، وعلى الرغم من هذا فعلى الولد أن يتعامل مع والده إن أراد أن يستولي على ماله باللطف واللين؛ مبينًا له أنه ليس له الاستيلاء على ماله الخاص ما لم يكن بحاجة لهذا المال، وخصوصًا إن كان الوالد ممن أغناه الله، ولكنه يريد الاستيلاء على المال من باب كسب المزيد من المال فقط.[٤]
حق الوالدين في مال ولدهما
من أعظم الحقوق بعد حق الله -تعالى- على المسلم أن يبر والديه، ومن هذا البر أن لا يدعهما في حاجة وفقر؛ فعلى الولد أن يسعى لكفالة والديه إن كانا فقيرين محتاجين دون أن يطلبا ذلك منه وذلك إن كان الولد كبيرًا قادرًا على الكسب، حتى وإن اضطر للعمل في أكثر من عمل لكفاية حاجة والديه، واعتبر الشرع كسب الولد مالًا طيبًا للوالد إن كان الوالد بحاجة لذلك المال.[٥]
والولد إن أنفق ماله في بر والديه فله الأجر العظيم، ومن أعظم المصائب في الدين والدنيا أن يتذلل الوالد لولده ليعطيه بعض المال فيرده خائبًا والله يشهد أن لديه المال وأنه يمنع والده منه، فهذا هو المحروم من البر.[٣]
وهذا إنسان عاق لأنه يستطيع أن يفرج كربة والده أو والدته ولكنه يقف مكتوف الأيدي وقد أغرته نفسه والشيطان بإمساك المال من أجل زوجته أو ولده أو حظ نفسه؛ مع العلم أن عليه دينًا لوالديه لا يستطيع مكافأته مهما فعل.[٣]
من أسباب البركة
من الأسباب التي يطرح الله بها البركة في مال الإنسان، بره بوالديه وكثيرة هي القصص التي تدل على هذا المعنى، سواء من قصص السلف أو القصص المعاصرة، ومنها أن رجلًا بارًا بوالديه، لم يكن والده يطلب منه شيئًا إلا وأعطاه إياه، وربما اشترى لنفسه بيتًا فأعجب والده فكتبه باسم والده على الفور دون تردد، فبارك الله في رزقه وماله وعياله، وقرت عينه بكل ذلك وزاده الله أضعافًا مضاعفة.[٣]
ولا يوفق لهذا الخير العظيم إلا من وفقه الله -تعالى-؛ فمن يراقب حاجة والديه فلا يجعلهما بحاجة لأحد ولا يحتاجان إلى شيء إلا وفره لهما من مأكل وملبس ومشرب وكسوة وركوب فلا يزال يتدرج في مراتب الإحسان وينال على ذلك الخير العظيم من زيادة في العمر وبركة في الصحة والمال والجسم والذرية، وإن كانت صلة الرحم تزيد في العمروتباركه فكيف ببر الوالدين والإنفاق عليهما.[٣]
المراجع
- ^ أ ب أبو فيصل البدراني، كتاب المسلم وحقوق الآخرين، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في عون المعبود شرح سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 312، حسن.
- ^ أ ب ت ث ج محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ علماء وطلبة علم، فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم، صفحة 489. بتصرّف.
- ↑ “شرح حديث أطيب وولده من كسبه”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2022. بتصرّف.