النوم العميق، فوائده وكيفية تعزيزه
يعرف النوم العميق (بالإنجليزية: Deep Sleep) بأنه المرحلة الثالثة من مراحل النوم والتي يصعب خلالها إيقاظ الشخص، ويحدث أثناء هذه المرحلة تباطؤ موجات الدماغ، ومعدل ضربات القلب، والتنفس. يتميز النوم العميق بأنه يتيح للجسم تجديد نشاطه وحيويته وقيامه بالعديد من العمليات الهامة مثل النمو وتخزين المعلومات. [1] [2]
يتناول هذا المقال فوائد النوم العميق، والعوامل التي تحول دون الحصول على قسط كافٍ منه، وكذلك بعض النصائح لنوم عميق.
ما هي مراحل النوم؟
يمر الجسم بعدة مراحل في دورة النوم التي تستغرق من 90 إلى 120 دقيقة ثم تتكرر عدة مرات، وتشمل مراحل النوم ما يلي: [3]
- مرحلة حركة العين غير السريعة
تضم مرحلة حركة العين غير السريعة 3 مراحل، هي: [1] [3] [4]
- المرحلة الأولى: ينتقل الشخص في هذه المرحلة من النعاس إلى النوم وتستمر بضع دقائق، وفيها قد يحدث تقلصات مفاجئة للعضلات.
- المرحلة الثانية: هي المرحلة التي تسبق مرحلة النوم العميق، وفيها تنخفض درجة حرارة الجسم، ويتباطأ معدل ضربات القلب، وتهدأ الأنفاس، وترتخي العضلات. تستغرق هذه المرحلة من النوم نصف مدة النوم تقريبًا في كل ليلة.
- المرحلة الثالثة: هي مرحلة النوم العميق وفيها يزداد تباطؤ ضربات القلب ومعدل التنفس وكذلك موجات الدماغ، وقد يصعب الاستيقاظ في هذه المرحلة حتى مع وجود ضوضاء عالية.
- مرحلة حركة العين السريعة
يزداد معدل ضربات القلب في هذه المرحلة والتنفس، كما يزيد نشاط المخ ويصعب تحريك الأطراف، بالإضافة إلى ذلك تتحرك العين حركات سريعة، ويعتقد أن هذه المرحلة هي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام. [1] [3]
عادة ما يمر البالغون بنحو 4 إلى 6 دورات في الليلة، وتستغرق مرحلة حركة العين غير السريعة وقتًا أطول في النصف الأول من الليل، بينما يغلب وقت مرحلة حركة العين السريعة على النوم بمرور الليل. [3]
فوائد النوم العميق للجسم
يعد الحصول على قسط كافٍ من النوم العميق هو مفتاح الصحة النفسية والبدنية، حيث يمنح الجسم العديد من الفوائد الصحية الهامة، منها: [1] [3] [5] [6]
- تعزيز الشعور بالراحة: يساعد النوم العميق الجسم على الراحة واستعادة نشاطه عند الاستيقاظ.
- تقوية الذاكرة: يعتقد أنه في مرحلة النوم العميق يتم تخزين المعلومات الجديدة التي تلقاها الشخص خلال اليوم في الذاكرة طويلة المدى، كما تفيد أيضًا في تخليص الجسم من بروتين بيتا أميلويد؛ الأمر الذي يعزز قدرة المخ على معالجة وتخزين الذكريات، وقد لوحظ وجود هذا البروتين بكميات غير طبيعية في الأشخاص المصابينبالألزهايمر.
- تعزيز النمو وإصلاح العضلات:يُفرز أثناء مرحلة النوم العميق هرمون النمو، لذا يعد النوم العميق عند الأطفال والمراهقين ذا أهمية كبيرة، ويعمل هرمون النمو على بناء وإصلاح العضلات والعظام؛ مما يمنح الأنسجة فرصة التعافي وتجديد الخلايا.
- تقوية المناعة: تعزز التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء مرحلة النوم العميق أداء الجهاز المناعي وتحسن قدرة الجسم على تطوير المناعة المكتسبة.
ما هي مدة النوم العميق التي يحتاجها الجسم؟
يحتاج البالغون بشكل عام من 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة، وتختلف احتياجات الفرد من النوم العميق والطويل باختلاف مراحل العمر، فمثلًا يحتاج الأطفال والمراهقون قضاء 20 إلى 25% من النوم في مرحلة النوم العميق، بينما يحتاج البالغون من 16 إلى 20% أي حوالي ساعتين تقريبًا، ومع تقدم العمر تقل مدة النوم العميق لتصل إلى نصف ساعة أو أقل بعد عمر 65 عامًا. [3] [4] [6]
تجدر الإشارة إلى أن الجسم ينظم دورة النوم العميق ذاتيًا فعلى سبيل المثال تزداد مدته عندما يحاول الجسم التعافي من فترة حرمان من النوم، بينما تقل في الأشخاص الذين يأخذون قيلولة خلال النهار باعتبار أنهم حصلوا بالفعل على جزء من النوم العميق. [3]
ماذا يحدث عند عدم الحصول على ما يكفي من النوم العميق؟
قد يؤدي عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم العميق إلى تغيرات ومشاكل صحية، منها: [3] [5]
- الإرهاق العام.
- عدم التركيز وكثرة النسيان.
- بطء ردة الفعل.
- سوء الحالة المزاجية.
- زيادة الشهية والرغبة في تناول المأكولات الدسمة.
- ضعف المناعة وسهولة الإصابة بعدوى.
- زيادة خطر الإصابة بداء السكريوارتفاع ضغط الدم.
- زيادة خطر الإصابة بمرض الألزهايمر والباركنسون.
أسباب عدم الحصول على نوم عميق
قد تعود أسباب عدم النوم العميق أو الحصول على ما يكفي منه إلى: [2] [6]
- أخذ قيلولة خلال النهار أو قضاء وقت طويل في السرير؛ مما يؤدي إلى ضعف القدرة على النوم بشكل طبيعي.
- تناول الأطعمة أو المشروبات الغنية بالكافيين.
- اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
- الإصابة باضطرابات النوم، مثل الأرق، وانقطاع النفس النومي، واضطراب حركة الأطراف الدورية.
- اضطرابات الساعة البيولوجية.
- متلازمة الرأس المنفجر.
- استخدام بعض أنواع الأدوية مثل البنزوديازبينات، أو مسكنات الألم الأفيونية.
علامات تشير إلى عدم الحصول على نوم عميق
هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى عدم حصول الشخص على ما يكفيه من النوم العميق، مثل: [3] [5]
- الشعور بعدم الانتعاش والحيوية، والنعاس أثناء النهار.
- قلة الانتباه والتركيز.
- مواجهة صعوبة في تعلم أشياء جديدة وحفظها.
- صعوبة تذكر المعلومات.
- الرغبة في تناول مأكولات ذات سعرات حرارية عالية.
نصائح للحصول على نوم عميق
تعد أفضل طريقة للحصول على ما يكفي من نوم عميق هي النوم عدد ساعات كافية بشكل عام أي أكثر من 7 ساعات يوميًا كل ليلة. [1]
قد يساهم اتباع النصائح التالية أيضًا في زيادة النوم العميق: [1] [4]
- وضع مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الاستحمام بماء دافئ قبل النوم أو قضاء بعض الوقت في الساونا.
- وضع روتين يساعد على الاسترخاء قبل النوم مثل القراءة أو أخذ حمام دافئ.
- تهيئة الغرفة بشكل مريح يساعد على النوم بجعلها هادئة، ومظلمة، وباردة قليلًا.
- تجنب تصفح الهاتف قبيل موعد النوم.
- اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية والتقليل من الدهون والسكريات.
- تجنب شرب القهوة قبل موعد النوم بسبع ساعات على الأقل.
- الامتناع عن شرب الكحول.
اقرأ أيضًا: 6 أشياء تساعد على النوم
نصيحة موقع اقرا
يعد النوم العميق مرحلة من مراحل النوم وهي هامة لنمو الجسم واستعادة نشاطه وحيويته وقد يؤدي قلة الحصول على نوم عميق إلى الخمول والإرهاق وربما الإصابة بمشاكل صحية؛ لذا يوصى باتباع عادات النوم الصحية للحصول على قدر كافٍ من نوم عميق.