الأمور التي تُعين على اكتساب خلق الأمانة
وسائل تعين على اكتساب خلق الأمانة
اهتم الإسلام ببناء شخصية المسلم وحثه على التحلي بالأخلاق الكريمة لما لها من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، ومن الأخلاق العظيمة التي أمرنا الإسلام بالتحلّي بها خلق الأمانة؛ حيث يقول الله -تعالى-: (إنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا).[١]
وحثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- كذلك على الأمانة بكافة صورها وأشكالها، وقد تغنّى الشعراء بهذا الخلق ووصفوا من لا يتحلى بالأمانة بالخيانة ونعوته بأقبح الصفات؛ حيث يقول كعب المزني: “أَرْعى الأمانةَ لا أَخُونُ أمانتي … إِن الخَؤُونَ على الطريقِ الأنكبِ”،[٢] ومن الوسائل التي تعين على اكتساب خلق الأمانة الوسائل الآتية:
تقوى الله
وذلك لأن التقوى -وهي مخافة الله تعالى- تدعو الإنسان إلى الإلتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، والأمانة واحدة من الأمور التي أمر الله -تعالى- بها، ولذا ستدفع التقوى صاحبها إلى التزام خلق الأمانة إرضاءً لله تعالى وتجنباً لسخطه وعذابه.[٣]
تذكر فضل الأمانة وعاقبة الخيانة
وذلك بالإطلاع على فضل وجزاء من يتحلى بخلق الأمانة، والآثار الطيبة المترتبة على التحلي بهذا الخلق الفضيل في الدنيا والآخرة، مما يعين على تحمل مشقة الالتزام به ومعرفة العواقب الوخيمة على عدم التحلي به، والعقوبة المترتبة على الخيانة في الدنيا والآخرة.[٤]
التفكر بالفوائد التي تعود بها الأمانة على الأمة
وذلك لأن التحلي بخلق الأمانة يعود على المسلمين بالخير والسعادة والثقة في التعاملات المالية وغيره،ا مما ينعكس بشكل إيجابي على تطور المجتمع واستقراه، ويعمل على زيادة إنتاجه وتطوره في كافة المجالات؛ الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.[٥]
مجاهدة النفس وتعويدها
وذلك لأن التحلي بالأخلاق الكريمة الحسنة يحتاج إلى الكثير من الصبر، ومقاومة النفس ومجاهدتها في صراعها مع الإخلاق السيئة الذميمة لتجنبها والتحلي بالأخلاق الحسنة كالأمانة، وكذلك يجب تعويد النفس على التحلي بالأخلاق ومنها خلق الأمانة وممارستها بإستمرار، فيصعب بعدها التراجع عنها لأنها تصبح طبعاً وعادة.[٦]
صور الأمانة وأشكالها
إن للأمانة صور عدة وأنواع كثيرة منها:
- الأمانة في أداء العبادات.
- الأمانة في حفظ الجوارح وفي الكلام.
- الأمانة في رد الودائع إلى أصحابها.
- الأمانة في العمل.
- الأمانة في البيع والشراء.
- الأمانة في حفظ الأسرار وعدم إفشائها.
فضل الأمانة وفوائدها
إن للأمانة فوائد عظيمة تنعكس على الفرد والمجتمع بشكل إيجابي، فضلاً عن الأجر والثواب العظيم المترتب عليها، ومن هذه الفضائل الأمور الآتية:[٧]
- بالأمانة تحفظ الأموال، والأعراض، وكل الأمور، وتستقيم أوضاع المجتمع وتنضبط أحواله.
- الأمانة من حسن الإيمان وكماله.
- ينال الشخص الأمين محبة الآخرين ومحبة الله -تعالى-.
- الأمانة من أعظم الأخلاق.
- مدح الله -تعالى- عباده الذين يتحلون بصفة الأمانة، حيث يقول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).[٨]
- ينعكس التزام الأفراد بخلق الأمانة على المجتمع؛ فتسود بين أفراده المحبة والألفة.
ملخص المقال: ذكر المقال خلق الأمانة والطرق التي تعين على اكتساب هذا الخلق، وذكر فضل خلق الأمانة وآثاره، كما تم التعرف على صور الأمانة وأشكالها.
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:58
- ↑ أحمد قبش، كتاب مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي، صفحة 297.
- ↑ “الوسائل التي تعين على خلق الامانة.”، الدرر السنية.
- ↑ عمر عبد الكافي ، الدار الآخرة، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 470. بتصرّف.
- ↑ “الوسائل المعينة على اكتساب الأخلاق الحميدة “، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2021. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين ، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 87. بتصرّف.
- ↑ سورة المؤمنون، آية:8