الفهرس
قصيدة ألا يا عين فانهمري بغدر
قالت الخنساء:[١]
أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ
-
-
- وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ
-
وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ
-
-
- فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري
-
لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها
-
-
- بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ
-
عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ
-
-
- لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ
-
وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى
-
-
- لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ
-
وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً
-
-
- وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ
-
إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ
-
-
- أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ
-
هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى
-
-
- نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ
-
وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ
-
-
- وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ
-
هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما
-
-
- عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ
-
ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ
-
-
- عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ
-
تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما
-
-
- سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ
-
قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ
-
-
- لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ
-
فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً
-
-
- بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ
-
فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ
-
-
- بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ
-
إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ
-
-
- تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ
-
تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ
-
-
- وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ
-
دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت
-
-
- عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري
-
لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً
-
-
- لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو.
-
قصيدة كل شيء مصيره للزوال
قال الحارث بن عباد:[٢]
كُلُّ شَيءٍ مَصيرُهُ لِلزَوالِ
-
-
- غَيرَ رَبّي وَصالِحِ الأَعمالِ
-
وَتَرى الناسَ يَنظُرونَ جَميعاً
-
-
- لَيسَ فيهِم لِذاكَ بَعضُ اِحتِيالِ
-
قُل لِأُمِّ الأَغَرِّ تَبكي بُجَيرًا
-
-
- حيلَ بَينَ الرِجالِ وَالأَموالِ
-
وَلَعَمري لَأَبكِيَنَّ بُجَيرًا
-
-
- ما أَتى الماءُ مِن رُؤوسِ الجِبالِ
-
لَهفَ نَفسي عَلى بُجَيرٍ إِذا ما
-
-
- جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَربٍ عُضالِ
-
وَتَساقى الكُماةُ سُمّاً نَفيعًا
-
-
- وَبَدا البيضُ مِن قِبابِ الحِجالِ
-
وَسَعَت كُلُّ حُرَّةِ الوَجهِ تَدعو
-
-
- يا لِبَكرٍ غَرّاءَ كَالتِمثالِ
-
يا بُجَيرَ الخَيراتِ لا صلح حَتّى
-
-
- نَملَأَ البيدَ مِن رُؤوسِ الرِجالِ
-
وَتَقَرَّ العُيونُ بَعدَ بُكاها
-
-
- حينَ تَسقي الدِما صُدورَ العَوالي
-
أَصبَحَت وائِلٌ تَعِجُّ مِنَ الحَر
-
-
- بِ عَجيجَ الجِمالِ بِالأَثقالِ
-
لَم أَكُن مِن جُناتِها عَلِمَ اللَهُ
-
-
- وَإِني لِحَرِّها اليَومَ صالِ
-
قَد تَجَنَّبتُ وائِلاً كَي يُفيقوا
-
-
- فَأَبَت تَغلِبٌ عَلَيَّ اِعتِزالي
-
وَأَشابوا ذُؤابَتي ببُجَيرٍ
-
-
- قَتَلوهُ ظُلماً بِغَيرِ قِتالِ
-
قَتَلوهُ بِشِسعِ نَعلٍ كُلَيبٍ
-
-
- إِنَّ قَتلَ الكَريمِ بِالشِسعِ غالِ
-
يا بَني تَغلِبَ خُذوا الحِذرَ إِنّا
-
-
- قَد شَرِبنا بِكَأسِ مَوتٍ زُلالِ
-
يا بَني تَغلِبٍ قَتَلتُم قَتيلاً
-
-
- ما سَمِعنا بِمِثلِهِ في الخَوالي
-
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
-
-
- لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ
-
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
-
-
- لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي
-
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
-
-
- جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ
-
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
-
-
- شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي.
-
قصيدة ألا قل لقيس يبعثوا في بيوتهم
قال المرار الكلبي:[٣]
ألا قلْ لقيسٍ يبعثوا في بيوتهم
-
-
- مآتمَ تبغي مطْلِعَ الشمس عازِبا
-
فتى عاش في الدنيا حميداً ولم يدعْ
-
-
- فتى بعده إلا بخيلاً محاسِبا
-
فتى لا يرى الضَّرَّاءَ ضربةَ لازبٍ
-
-
- ولا المالَ إلا مسْتَفادا فواهِبا.
-
قصيدة كبرتُ وفارقني الأقربون
قال عمرو بن قميئة:[٤]
كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ
-
-
- وَأَيقَنَتِ النَفسُ إِلّا خُلودا
-
وَبانَ الأَحِبَّةُ حَتّى فَنوا
-
-
- وَلَم يَترُكِ الدَهرُ مِنهُم عَميدا
-
فَيا دَهرُ قَدكَ فَأَسجِح بِنا
-
-
- فَلَسنا بِصَخرٍ وَلَسنا حَديدا.
-
قصيدة يا ناعي الموت والملحود في جدث
قال قس بن ساعدة:[٥]
يا ناعِيَ المَوتِ وَالمَلحودُ في جَدَثٍ
-
-
- عَلَيهِمِ مِن بَقايا خَزِّهِم خِرَقُ
-
دَعهُم فَإِنَّ لَهُم يَومًا يُصاحُ بِهِم
-
-
- فَهُم إِذا اِنتَبَهوا مِن نَومِهِم فُرُقُ
-
حَتّى يَعودوا بِحالٍ غَيرِ حالِهِم
-
-
- خَلقًا جَديدًا كَما مِن قَبلِها خُلِقوا
-
مِنهُم عُراةٌ وَمِنهُم في ثِيابِهِم
-
-
- مِنها الجَديدُ وِمِنها المَنهَجُ الخَلَقُ.
-
قصيدة دعاك الهوى واستجهلتك المنازل
قال النابغة الذبياني:[٦]
دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلَتكَ المَنازِلُ
-
-
- وَكَيفَ تَصابي المَرءَ وَالشَيبُ شامِلُ
-
وَقَفتُ بِرَبعِ الدارِ قَد غَيَّرَ البِلى
-
-
- مَعارِفَها وَالسارِياتُ الهَواطِلُ
-
أُسائِلُ عَن سُعدى وَقَد مَرَّ بَعدَنا
-
-
- عَلى عَرَصاتِ الدارِ سَبعٌ كَوامِلُ
-
فَسَلَّيتُ ما عِندي بِرَوحَةِ عِرمِسٍ
-
-
- تَخُبُّ بِرَحلي تارَةً وَتُناقِلُ
-
مُوَثَّقَةِ الأَنساءِ مَضبورَةِ القَرا
-
-
- نَعوبٍ إِذا كَلَّ العِتاقُ المَراسِلُ
-
كَأَنّي شَدَدتُ الرَحلَ حينَ تَشَذَّرَت
-
-
- عَلى قارِحٍ مِمّا تَضَمَّنَ عاقِلُ
-
أَقَبَّ كَعَقدِ الأَندَرِيِّ مُسَحَّجٍ
-
-
- حُزابِيَّةٍ قَد كَدَّمَتهُ المَساحِلُ
-
أَضَرَّ بِجَرداءِ النُسالَةِ سَمحَجٍ
-
-
- يُقَلِّبُها إِذ أَعوَزَتهُ الحَلائِلُ
-
إِذا جاهَدَتهُ الشَدَّ جَدَّ وَإِن وَنَت
-
-
- تَساقَطَ لا وانٍ وَلا مُتَخاذِلُ
-
وَإِن هَبَطا سَهلاً أَثارا عَجاجَةً
-
-
- وَإِن عَلَوا حَزناً تَشَظَّت جَنادِلُ
-
وَرَبِّ بَني البَرشاءِ ذُهلٍ وَقَيسِها
-
-
- وَشَيبانَ حَيثُ اِستَبهَلَتها المَنازِلُ
-
لَقَد عالَني ما سَرَّها وَتَقَطَّعَت
-
-
- لِرَوعاتِها مِني القُوى وَالوَسائِلُ
-
فَلا يَهنَئِ الأَعداءَ مَصرَعُ مَلكِهِم
-
-
- وَما عَتَقَت مِنهُ تَميمٌ وَوائِلُ
-
وَكانَت لَهُم رِبعِيَّةٌ يَحذَرونَها
-
-
- إِذا خَضخَضَت ماءَ السَماءِ القَبائِلُ
-
يَسيرُ بِها النُعمانُ تَغلي قُدورُهُ
-
-
- تَجيشُ بِأَسبابِ المَنايا المَراجِلُ
-
يَحُثُّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِهِ
-
-
- يَقي حاجِبَيهِ ما تُثيرُ القَنابِلُ
-
يَقولُ رِجالٌ يُنكِرونَ خَليقَتي
-
-
- لَعَلَّ زِيادًا لا أَبا لَكَ غافِلُ
-
أَبى غَفلَتي أَنّي إِذا ما ذَكَرتُهُ
-
-
- تَحَرَّكَ داءٌ في فُؤادِيَ داخِلُ
-
وَأَنَّ تِلادي إِن ذَكَرتُ وَشِكَّتي
-
-
- وَمُهري وَما ضَمَّت لَدَيَّ الأَنامِلُ
-
حِباؤُكَ وَالعيسُ العِتاقُ كَأَنَّها
-
-
- هِجانُ المَها تُحدى عَلَيها الرَحائِلُ.
-
المراجع
- ↑ “ألا يا عين فانهمري بغدر”، الديوان، 27/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021.
- ↑ “كل شيء مصيره للزوال”، الديوان، 27/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021.
- ↑ “ألا قل لقيس يبعثوا في بيوتهم”، الديوان، 27/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021.
- ↑ “كبرت وفارقني الأقربون”، الديوان، 27/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021.
- ↑ “يا ناعي الموت والملحود في جدث”، الديوان، 27/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021.
- ↑ “دعاك الهوى واستجهلتك المنازل”، الديوان، 27/12/2021، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021.